انها النار ..
{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ، هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }
عباد الله ..
أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين ..
مبشرين لمن أطاع الله وحده ولم يشرك به شيئاً ،وأطاعه بفعل أوامره ، وترك نواهيه بأنَّ له جنّة عرضها السماوات والأراضين ..
ومنذرين ب { نَاراً تَلَظَّى ، لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ، الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى }
عباد الله..
ساءت أحوال الناس إلا من رحم الله، وقلَّ أدبهم مع ربِّ الناس..
فكثرت المعاصي والمنكرات..
وأكلت الأموال الربويات..
وكثُر المستهزئون بالدين وأهله والمستهزئات..
وهُجرت المساجد ، واستُهين بالصلوات..
وما ذاك إلا لأنهم غفلوا عن عذاب الجبَّار جلَّ جلاله ..
فكان لا بدّّ من تذكير أنفسنا وتذكير هؤلاء بطرف من أخبار النار وأهلها ..
علها تخشع القلوب..
ويرتدع العاصي ويتوب..
ويقلع الناس عن المعاصي والذنوب ..
عباد الله ..
النار موعد المجرمين المكذبين ، والمعاندين ، والمستهزئين ..
النار موعد المجرمين المكذبين ، والمعاندين ، والمستهزئين كما قال الله تعلى: { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ، لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ }
إذا كُبّوا فيها على وجوههم أغلقت أبوابها وأوصدت فلا سبيل للهرب أو الخروج .. قال الله : { إنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ، فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ }
يحاولون الخروج فتتصدى لهم { مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
قال الله تعالى: { وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } .
سيشاهدها الجميع ، وسيؤتى بها على مرأى ومسمع من الخلائق أجمعين..
في ذلك اليوم الذي سيجمع الله فيه الأولين والآخرين { ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }
سيشهد الناس قدوم جهنم..
وسيرونها عياناً..
وسيسمعون تغيظها والزفير ..
قال الله { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً ، وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً ، لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً } .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال sad.gif يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها )
لو تركت على أهل المحشرعباد الله ..
لو تركت النار على أهل المحشر عباد الله لأتت على برهم وفاجرهم
فلا إله إلا الله ..
كيف سيكون حالي وحالك إذا اشتد الفرق، وسال العرق ؟؟!!
كيف سيكون حالي وحالك { إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً ، وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } ؟؟!!
فوالله ..لن ينفع الندم ، ولن تنفع الذكرى..
سيندم العصاة على ما سلف من المعاصي والذنوب ..
بل وسيندم أهل الطاعات ويتمنون أن لو زادوا في الأعمال الصالحة والقربات ..
سيؤتى بجهنم .. وسيندم كل جبار عنيد ..
فإذا جاءت بأمر الله تبارك وتعالى جاءت بالهول الأكبر ، والفزع الأعظم..
سيخرج من نَفَسِهَا وهج شديد..
ويُسمع من جوفها دوي سلاسل وحديد ..
ويسمع الخلائق الشهيق ، ويرون الحريق ..
فإذا نظرت في أهل المعاصي ثارت ، وفارت
سبُنتقم اليوم ممن خلقته وعبد سواك ..
سيُنتقم اليوم ممن أكل رزقك وعصاك ..
سيُنتقم اليوم ممن أسبغت عليه نعمك ونساك ..
ثم تتابع المشاهد والأهوال في ذلك المنظر ، وفي ذلك اليوم العظيم ..فيفر الناس إلى آدم ، وإلى نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وكلهم ينادي : نفسي نفسي لا أسألك غيرها .. نفسي نفسي لا أسألك غيرها ..
ثم يأذن الجبَّار بفصل القضاء بعد شفاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم
ولسان حال العصاة :
ما اعتذاري ؟ .
وما أقول لربي في سؤالي ؟ وما يكون مقالي ؟
فينادي الجبار : يا آدم .. يا آدم _ على مسمع من الخلق أجمعين _ يا آدم أخرج بعث النار ..
فيقول :يا ربي لبيك وسعديك ، وما بعث النار ؟!.
قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين
فعنده يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد
{ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ })
( حينها في تلك اللحظات { تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد } ).
عندها والله ..
تعظم الخطوب..
وتظهر القبائح والعيوب..
ويندم أهل المعاصي والذنوب