بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون: أخبرني من تصاحب ..
أقل لك من أنت ..؟!!
لكني أقول: أخبرني ما هــمّــك الأول
الذي يهمّك ويشغلك ... أقل لك من أنت ..!
الإنسان ابن هــمــّــه ...
وهــمـّــه هو محركـــه ...
وحين يكون الهمّ سماويّاً صرفاً ..
تكون الثمرات لا أحلى
ولا أروع ولا أطيب منها ...
وحين يكون الهمّ أرضيّاً
بحتاً صرفاً ... تكون الثمرات غير ناضجة ..
بل أكثر ما تكون مُـرّةٌ كالعلقم..!!
هـمـّـك الذي يسكنك ... ويحتل شرايينك ..
همك الذي يجري في دمك ...
ويصبح ويبيت معك ..
همك ينتصب في عينك كالشوكة ....
إذا لم يكن هـمـّـاً للـــه .. وبـاللـــه ..
وفي اللــــه ... فإنك على خطر عظيم ..
وعليكِ أن تـُبــادر في فزع إلى مخازنك ..
لجرد دفاترك .. وتقليب ملفاتك ..
وإعادة تنظيم أوراقك ..
مرارة تبلغ مستقر العظم ...
حين ترى جماهير غفيرة من الناس
لا همّ لهم إلاّ الركض وراء شهوات حقيرة .. تذوب في أيديهم كما يذوب الملح في الماء...
فلا هم يتحصـّــلون عليها دائماً ...
ولا هم ارتاحوا من الركض المسعور ورائها .. كما يركض الكلب
وراء عظم يُرمى إليه
ليس فيه إلاّ رائحة اللحم ..فلا هو يشبع ..
ولا هو ييأس من العثور على قطعة
لحم قد تبرز له ....!!!
عــنــاء وأي عــنــاء .... شــقــاء ما بعده شــقــاء ...
حين يكون الهمّ تافهاً ...
فقيمة الإنسان في هذه الحالة معروفة
لا تحتاج إلى بيان ..
فحاصل ضرب الصفر في صفر
تساوي صفراً ...!!
لكن هذا الإنسان الصفر بنفسه..
بشحمه ولحمه ودمه وأعصابه ..
حين يُــقــرّر أن ينتفض على نفسه
ويثور على أهوائها..
ويحمل سيف المجاهدة في وجه شهواتها ...
التي تبعده قليلاً أو كثيراً عن الله سبحانه...
حين ينتفض على نفسه..
ليصبح همّه همّاً أُخرويـّــاً يشــدّه إلى السماء... إذا فتح عينيه أو اغمضهما ...
إذا تكلّم أو صمت ..
إذا كتب أو قرأ...
إذا قام أو قعد ...الخ
هذا الإنسان الصفر يصبح عند ذلك
رقماً صعباً في معادلة الحياة ..!!
نضعه في أي خانة كانت ..
فإذا جميع الخاناتمن حوله أصبحت ذات قيمة عظيمة لم تكن فيها من قبل..
قس نفسك على ضوء هذه الأشعة الضوئية
من هدي السماء ..
وعلى ضوئها تستطيع أن تُشخّص حالتك ...
ثم قرر أن تكون ذلك الرقم الصعب..
وما ذلك على الله بعزيز ...
استعن بالله ولا تعجز ..
وتذكّر دائماً...
أن عساكر الموت ينتظرونك في كل ليلة ...
ولن تفلت منهم ..!!!